في العام الماضي نشرت تحقيقات الأهرام قصة أحمد صلاح الدين ـ15 عاما ـ الذي ولد بعيب خلقي بدون فتحة شرج أو خصية أو قضيب أو تحكم في البول والبراز وبعد نشر قصته وافقت المجالس الطبية علي سفره لاجراء العملية المطلوبة في لندن وخصصت له12 ألف دولار وتبرع أحد رجال الأعمال بنصف مليون جنيه, والآن يحتاج أحمد لإجراء المرحلة الثانية للعملية في لندن والتي خصصت لها المجالس الطبية12 ألف دولار وتقرر سفره في17 سبتمبر المقبل لاجراء الفحوص غير أن العملية هذه المرة ستتكلف800 ألف جنيه.. فهل سيجد متبرعا من أهل الخير؟ اليكم قصة أحمد كما رواها هو ووالدته.
الحكاية بدأت في22 يونيو عام1994 أمام غرفة الولادة بمستشفي تلا العام.. كان الأب صلاح يقف متوترا ومعه ولده الأكبر وائل والأصغر وليد في انتظار خروج الممرضة لتخبره: ماذا أنجبت زوجته؟ وعندما خرجت قالت: توأم بنت والآخر لم يستطع الأطباء معرفة جنسه!
المفاجأة عقدت ألسنة الجميع, فالمولود الجديد لايوجد مايدل علي أنه ذكر أو أنثي, الأخطر أنه ولد بعيب خلقي فلاتوجد لديه فتحة شرج نهائيا ولافقرة الاحساس والأعصاب ولاخصية ولاقضيب, ولاتحكم في البول والبراز. وبمجرد خروج الأم من المستشفي بدأ الأب رحلة البحث عن تشخيص وعلاج لحالة ابنه في مختلف المستشفيات والمراكز الطبية ومنها مستشفيات طنطا الجامعي وأبو الريش والمنصورة, ولأن الأب كان مجرد عامل بسيط في هيئة المساحة فقد كان يستعصي عليه فهم تشخيص الأطباء لحالة أحمد حتي أراد أحدهم أن يبسط له المسألة فقال له: اعتبر أن لديك شقة بنيتها وتريد الانتقال اليها لتسكن فيها, هل تستطيع ذلك بدون توصيل مواسير الصرف الصحي؟ قال الأب: لا!
رد الطبيب: هذا بالضبط حال أحمد فهو يحتاج الي توصيلات لإخراج البول والبراز, لكن للأسف لايوجد امكانية لهذه العملية الدقيقة في مصر واذا أجريت في الخارج ستتكلف اكثر من مليون جنيه! هنا أسقط في يد الأب المسكين الذي لايتجاوز دخله حفنة جنيهات تكاد تكفي القوت الضروري لأسرته الصغيرة.. فماذا يفعل؟ للأسف لم يسعفه تفكيره, وارتفع ضغط الدم والسكر لديه, دخل المستشفي, سأله الاطباء: ما الذي حدث من أجل كل هذا؟ لم يرد عليهم.. فقد دخل في غيبوبة وبعد عشرة أيام: مات!
هنا انتهي دور الأب ليبدأ دور الأم التي تحكي مشوارها مع علاج أحمد والذي بدأته في مستشفي القوات المسلحة, وهنا أجري له الدكتور أحمد العشري عملية جراحية علي نفقته الخاصة أطلق عليها: قوت الضرورة حتي يتمكن من تناول أقل الاحتياجات لتغذيته, وتحسنت حالته لفترة.
بعد ذلك بدأت حالته تسوء فلجأت الأم الي التأمين الصحي الذي خصص لها مرافقا في كل خطوات العلاج حتي وصلوا الي المجالس الطبية المتخصصةفقال لها الأطباء: ابنك أحق الناس بالعلاج, فصدر لها قرار بعلاجه في الخارج علي نفقة التأمين الصحي بتكلفة12 ألف دولار, لكن ماذا تفعل والعملية والاقامة في لندن تتكلف أكثر من نصف مليون جنيه؟
في يناير الماضي نشرت تحقيقات الأهرام قصة أحمد وبعد أقل من ساعة اتصل أحد رجال الأعمال متبرعا بالمبلغ بشرط عدم ذكر اسمه سافرت الأم مرافقة لابنها الي لندن وهناك استقبلهما مستشارنا الطبي في السفارة المصرية بلندن الدكتور سميح عامر الذي تابع باهتمام بالغ حالة أحمد وتقول الأم: لقد ساعدنا الدكتور سميح كثيرا حتي أنه كان يدفع لنا من جيبه الخاص ماكنا نحتاجه لأننا خجلنا من طلب أي مبلغ إضافي من المتبرع.
وداخل المستشفي أطلق البروفوسير بروك الذي أجري العملية لقب( بطل غرفة العمليات) علي أحمد بعد أن أظهر شجاعة نادرة في مواجهة حالته المرضية وتقبل قدره راضيا, وأجري الجراح العالمي له عملية لتركيب توصيلات تظل معه علي مدي الحياة, منها فتحتان لاخراج البراز احداهما علوية فوق الصرة والأخري تحتها واكتشف البروفوسير أن هناك عيبا خلقيا في القلب لدي أحمد, ونصح والدته بعرضه علي أطباء متخصصين بعد عودته الي مصر فاكتشفوا أن هناك ضفيرة متفرعة بداخل القلب بها كهرباء زائدة وقد تبرع واحد من أهل الخير بمبلغ12 ألف جنيه لاجراء عملية القلب, غير أن الجراح وطبيب التخدير بأحد المستشفيات بالقاهرة أعادوا اليه4 آلاف جنيه هي أتعابهما تبرعا منهم لعلاج أحمد,
وكانت هذه هي العملية العاشرة التي تجري له, والآن هو في انتظار العملية الحادية عشرة التي يعود بها الي لندن وفقا لما طلبه البروفوسير بروك حتي يجري المرحلة الثانية لعملية العام الماضي ويغلق فتحة البراز العليا واستعمال السفلي فقط وتوسيع فتحة البول التي يستخدمها لفتحها مفك تست يؤلمه بشدة لأنها ضيقة جدا. في المجالس الطبية أصدر الأطباء قرارا تكميليا لعلاج أحمد في لندن, وباتصالنا بمستشارنا الطبي في العاصمة البريطانية الدكتور سميح عامر قال إنه عرض ملف أحمد علي البروفوسير بروك مرة أخري وتقرر علاجه في لندن وتم الحجز لاجراء الفحوص قبل العملية في17 سبتمبر المقبل. أما الأم فقالت إن العملية الجديدة ستتكلف نحو800 ألف جنيه! هنا لم تستطع الأم حبس دموعها, فمن أين تدبر هذا المبلغ؟ أملها الآن أن يتدفق نهر الخير مرة أخري ويسارع أهل الخير بالتبرع, تركت عنوانها ورقم تليفونها لدي الأهرام.
المصدر : جريدة الاهرام
ايييييه رايكم نساعد كلنا ولو بمبلغ بسيط وانا على استعداد اني اروح بنفسي لجردية الاهرام وادفع اللي هنجمعه مع بعض والحمد لله ان الله فضلنا على غيره من عباده وجعلنا مكرمين